ماهي مميزات الفلسفة المعاصرة

 

صورة1

 



مميزات و خصائص الفلسفة الحديثه


كان للفلسفة الجديدة خصائص و ميزات تميزت فيها عن غيرها، نود هنا ان نلمح سريعا لشيء من تلك الخصائص، و لكن قبل الخوض فالمراد اشير الي انه من الصعب تحديد فكر معين تحديدا دقيقا، يقول الدكتور بصار فذلك: كانت محاولات المورخين للفكر الانسانى شاقة و مضنيه، بل و بالغة غاية التعقيد .


فكلما حاولوا ان يحددوا خصائصة و يفصلوا متميزاته، فكل طور من اطواره، امعنوا فالغموض، و اوقعوا فالحيرة .


وكلما قصدوا بيان الي بيان و اضح يسترشد بة الباحثون و الدارسون فتبويب المعرفة الانسانية و تصنيفها، شط بهم القصد، و ذهب بهم الجهد بعيدا عن مرمي غايتهم و تحقيق غرضهم


تميزت الفلسفة الجديدة بما يلى :


1 .حرية الفكر :


بحيث لا يومن المفكر باى راي، الا بعد امعان الفكر و النظر، و من هنا استقلت الفلسفة عن الدين، فوجدت فلسفة الحاديه، و اخري تتحدث عن المسيحية لكن علي انها مجرد عاطفة اسلامية فقط، و ثالثة تشيد بالعلم الالى .


2 .اصطناع منهج جديد :


بحيث يوصل الي المعرفة الصحيحة .


3 .اتجاة الفلسفة الي احتواء كل العلوم :


هذا مع ملاحظة ان هذة الصفة الثالثه، ربما تغيرت منذ بدات العلوم تتقلص عن شجرة الفلسفة .


4 .الاعتناء بالانسان :


وتتمثل هذة الفلسفة فبيصبح و ديكارت، الا ان بيصبح صاحب منهج تجريبي، موصل الي معرفة العلوم الطبيعيه، بينما ديكارت صاحب منهج عقلى رياضى يقوم علي الوضوح، و يصلح للبحث فالفلسفة العامة ( ) .

4 – اهم فلاسفة الفلسفة الحديثه


1 . رينية ديكارت


( 1596 – 1650 )

يعرف ديكارت علي انه «ابو الفلسفة الحديثه»، و هذا لان البرنامج الفلسفى الذي و ضعة لنفسة و المنهج الذي اتبعة فتحقيق ذلك البرنامج ربما شكل قطيعة مع فلسفات العصور الوسطى، و اخر تاثيرا بالغا فالفلاسفة المحدثين اللاحقين. و الغريب ان ديكارت فعملة الفلسفى الاساسى و هو «تاملات فالفلسفة الاولى» لا يبدو منة ان هدفة فلسفى تماما، هذا لان العنوان الفرعى للكتاب هو «وفية تتم البرهنة علي و جود الله و التمييز بين العقل و الجسد». ذلك العنوان الفرعى لا يجعل من كتاب التاملات كتابا فلسفيا بل كتابا لاهوتيا يثبت صحة الايمان و العقيده، الايمان بالة و احد و بعقيدة البعث و الخلود بما انه يثبت امكان انفصال الروح عن الجسم و بقائها بدونه. بهذا الشكل يصبح كتاب «التاملات» تبريرا للايمان عن طريق العقل، و بذلك لن يصبح مختلفا عن اي من فلسفات العصور الوسطي التي اتبعت نفس الطريق، بل سيصبح مشابها لاعمال علماء الكلام المسلمين فالدفاع عن العقائد الايمانية بالادلة العقليه. و الاكثر من هذا ان ديكارت يهدى كتاب «التاملات» ذلك لمدرسة اللاهوت بجامعة السربون. لكن يجب علي المرء ان يستوعب جيدا دوافع ديكارت ففلسفتة و فاهدائة الكتاب الي علماء اللاهوت. لقد كان هدف ديكارت الاساسى الوصول بالعقل الي الاستقلال فالامور الميتافيزيقيه، و ذلك الاستقلال خليق بان يجعل العقل و التفكير العقلانى مستقلا عن سلطة الكنيسه. كانت الكنيسة فذلك الوقت لا تزال تحتكر الايمان و الموضوعات الميتافيزيقيه، و من بعدها اراد ديكارت ان يثبت امكان توصل العقل انطلاقا من مبادئة الخاصة الي الايمان و العقيدة دون الاعتماد علي سلطة مسبقة من كتب مقدسة او رجال دين. و ذلك الهدف كان كفيلا بان يثير ضدة ثورة رجال الدين، و من بعدها كى يحمى ديكارت نفسة اهدي كتابة لهولاء انفسهم منعا لاحتمال مقابلتهم لكتابة بالرفض.


لم يكن ديكارت يرفض و جود الله او خلود النفس، بل علي العكس، اذ اثبتهما بمنهجة العقلي ف«التاملات». و ما كان يرفضة ضمنا هو امكان الوصول اليهما بطرق اخري غير العقل و البرهان. فحسب منهج ديكارت، فان احد اهم قواعدة تنص علي انه لن يسلم باى شئ ما لم يكن و اضحا مميزا و يتمتع بصحة عقلية عن كيفية البرهان العقلي. و معني ذلك ان ديكارت يعتقد ضمنا ان سلطة الكتاب المقدس لا تكفى لتقبل الايمان و العقيده، اذ هما فحاجة الي برهان عقلي، و بالتالي تكون الفلسفة اعلي و اهم فاثباتهما. و من اجل ذلك المضمون الثوري لفلسفة ديكارت فقد حرص علي اهداء «التاملات» الي رجال الدين تقربا منهم و اتقاء لاحتمال معارضتة و مواجهة فلسفته.


وعلي الرغم من ان ديكارت يهدف ف«التاملات» الي اثبات و جود الله و خلود النفس، الا ان هذا لم يشكل جميع اهدافه، اذ كانت اوسع من هذا بكثير. اعتقد ديكارت منذ تاليفة لكتاب «موضوع عن المنهج» ان المعرفة الحقة لا ممكن تاسيسها الا بالافكار الواضحة المتمايزه، و لا ممكن الوصول الي الوضوح و التمايز الا اذا تخلي المفكر عن جميع الافكار المسبقه، هذا لان جميع ما يرثة الانسان من افكار عن طريق اسلافة او محيطة الاجتماعي


لا يتوافر فية الوضوح و التمايز، بل غالبا ما يصبح غامضا بسبب عدم خضوعة لمحاكمة العقل. و لذا يبدا ديكارت تاسيسة للمعرفة الحقة بشك منهجى يستطيع بة فحص الافكار المسبقة و الوقوف علي بداية اولي و اضحة بذاتها و يقينية عقليا تكون ثابتة للمعرفه( ). و كذا يمارس ديكارت فالتامل الاول شكا منهجيا، و هو منهجى لانة لا ينتمى الي رفض جميع المعارف او التوصل الي استحالة و جود اساس ثابت لليقين بل الي التوصل الي يقين اول يوسس علية الصدق فالمعرفه. و الملاحظ ان اليقين الاول الذي يتوصل الية ديكارت بعد الشك هو و جود الذات المفكره


او الانا افكر، و هذا انطلاقا من الشك نفسه. اذ يذهب الي انه ما دام يشك فهو يفكر، و طالما يفكر فهو موجود: «انا اشك اذن انا افكر اذن انا موجود». فعلي الرغم من ان هدف كتاب «التاملات» هو اثبات و جود الله و خلود النفس، الا ان الهدف الحقيقى لديكارت الوصول الي يقين اول يسبقهما معا، و ذلك اليقين هو اثبات و جود الذات او الانا افكر، و عن طريقها يتم اثبات و جود الله، من منطلق ان ذلك الانا افكر لم يكن موجودا دائما، و بالتالي فهنالك اسباب لوجوده، و اسباب الوجود يتمثل فالخلق من العدم، و كذا فان و جود الانا حادث و مخلوق و فحاجة الي خالق و هو الاله. كما ان فالفكر الانسانى فكرة و اضحة متمايزة عن الكمال، و بما ان الانسان ليس كاملا فلا ممكن ان يصبح هو مصدر فكرة الكمال، و بالتالي يجب ان يصبح هنالك كائن كامل هو مصدر هذة الفكرة لدي الانسان و هو الاله. و كذا يتوصل ديكارت الي اثبات و جود الله عن طريق و جود الانا. و ذلك هو الجانب الثوري ففلسفة ديكارت، اذ يجعل الانا هى الاساس و النقطة الاولي التي يبدا فيها لاثبات و جود الله. و معني ذلك ان و جود الانا هو اليقين الاول الذي يتمتع باقصي درجات الصدق و المعقوليه، بعدها يصبح و جود الله تاليا و تابعا له. و هنا اختلفت فلسفة ديكارت عن فلسفات العصور الوسطي التي كانت تبدا من و جود العالم منطلقة منة الي اثبات و جود خالق لهذا العالم، و هو ما يسمي بالدليل الكوزمولوجي. لكن شك ديكارت فو جود العالم و لم يعتقد فامكان اثبات و جود الله عن كيفية لان و جود العالم لا يتمتع باليقين و الوضوح الذي تتمتع بة الانا افكر او الكوجيتو. و عندما و ضع ديكارت و جود الانا باعتبارة اليقين الاول الذي يوسس علية و جود الالة ذاتة كان محدثا لثورة فالفكر الاوربي، اذ كان بذلك مفتتحا لعصر يعطي الاولوية للانسان و للذات الانسانية و يعلى من شان الفرديه، تلك الافكار التي لم يكن لها حضور فلاهوت العصور الوسطي و التي غابت بها الذاتية الانسانية فانساق لاهوتيه.


حياتة و اعماله:


ولد رينية ديكارت ف31 ما رس سنة 1596 فمدينة لاهى بفرنسا، لكن اسرتة كانت ترجع فاصلها الي هولندا. ينتمى ديكارت الي اسرة من صغيرة النبلاء، حيث عمل ابوة مستشارا فبرلمان اقليم بريتانيا الفرنسي. و كان جدة لابية طبيبا، و جدة لامة حاكما لاقليم بواتيه. و فسنة 1604 التحق ديكارت بمدرسة لافلشى La Fliche ، و هى تنتمى الي طائفة اسلامية تسمي باليسوعيه، و ربما تلقي ديكارت بها تعليما فلسفيا راقيا يعد من ارقي الانواع فاوربا و بدا بها ديكارت فتعلم الادب، بعدها الفلسفة و اخيرا الرياضيات و الفيزياء. و تظهر ديكارت من الكلية سنة 1612 حاملا شهادة الليسانس فالقانون الدينى و المدنى من جامعة بواتية سنة 1616( ).


وعلي عادة النبلاء فذلك العصر، نصحة ابوة بالالتحاق بالجيش الهولندي، اذ كان ذلك الجيش اروع جيوش اوروبا نظاما و خبره، و كان يشكل مدرسة حربية لكل من اراد ان يتعلم فن الحرب. و بالفعل رحل ديكارت الي هولندا سنة 1618 و تعرف هنالك علي طبيب هولندى يدعي اسحق بيكمان، و كان متبحرا فالعلوم، و شجعة علي دراسة الفيزياء و الرياضيات و علي الربط بينهما، و كانا يمارسان معا كيفية حديثة فالبحث تطبق الرياضيات علي الميتافيزيقا، و ترد الميتافيزيقا الي الرياضيات، و ربما كان لهذة الكيفية ابلغ الاثر فتطور ديكارت الفكرى و فتشكيل فلسفته، اذ ان منهجة و مذهبة الفلسفى لن يختلف كثيرا عن كيفية البحث هذه( ).


غادر ديكارت هولندا سنة 1619 و ذهب الي المانيا، و هنالك اكتشف الهندسة التحليلية التي اشتهر فيها و وضع يدة علي قواعد منهجة الفلسفي. و فسنة 1620 بدا فالسفر متنقلا بين الكثير من المدن الاوربية مدة تسع سنين، و بها باع املاكة التي و رثها عن امه، و عرض علية ابوة ان يشترى له و ظيفة حاكم عسكرى فرفض ديكارت و اثر ان يعيش حياة العزله. و فسنة 1628 غادر فرنسا الي هولندا حيث قضي بها فترة كبار من حياته. و الذي جعلة يفضل هولندا انها كانت انذاك من اقوي و اغني الدول الاوروبية و اكثرها ازدهارا فالعلوم و الفنون. و فسنة 1629 بدا ديكارت فكتابة رسالتة «العالم Le Monde » و بها يبحث فالطبيعة علي اساس النتائج التي توصل اليها كوبرنيقوس و كبلر و جاليليو فالنظام الشمسي و دوران الارض حول الشمس، لكن حدث ان ادانت محكمة التفتيش فروما العالم الايطالى جاليليو سنة 1633، خوفا من ان تودى اراء جاليليو الحديثة الي سقوط الاعتقاد القديم بان الارض ثابتة فالكون و النجوم و الكواكب تدور حولها و عندئذ خشي ديكارت ان يصبح مصيرة نفس مصير جاليليو، فلم يكمل الرسالة و كاد ان يحرق اوراقها و عزم على


الا يكتب اي شئ علي الاطلاق( ).


لكن سرعان ما ادرك ديكارت انه لا ممكن ان يتوقف عن الكتابة نهائيا و هو الفيلسوف الذي بدا صيتة ينتشر و عندما احس ان الناس يتشوقون لمعرفة فلسفتة عكف علي الكتابة مرة اخرى، و اخرج ثلاث رسائل تدور كلها حول الموضوعات الرياضية و الطبيعية و هى عن انكسار الاشعة و الانواء الجوية و الهندسه، و قدم لها بموضوع صغير و هو «الموضوع عن المنهج» سنة 1636 و بلغ حد خوف ديكارت ان طبع الكتاب دون ان يكتب اسمة علي الغلاف. و قرر ديكارت ان يضع مذهبا للفلسفة و يطبقة علي الميتافيزيقا فاخرج سنة 1641 كتاب «التاملات فالفلسفة الاولى» الذي اهداة الي الاميرة اليزابيث البلاتينية التي راسلها كثيرا و اخذ يشرح لها فلسفتة و يناقشها فامور الاخلاق و السياسه. و عندما ذاعت شهرتة و ضع له ملك فرنسا راتبا سنويا يقدر بثلاثة الاف جنية سنة 1647 لكنة لم يتلق منة شيئا اذ اثر حياة العزله. و فسنة 1648تعرف علي ملكة السويد التي ناقشتة طويلا ففلسفتة عبر سلسلة من الرسائل، و اصرت علي دعوتة للسويد ليصبح عونا لها فادارة الحكم و شئون البلاد كمستشار، و عندما قبل الدعوة سافر الي استوكهلم عاصمة السويد سنة 1649. و كانت الملكة تتردد علية طويلا لمناقشتة ففلسفته، لكن الطقس البارد للسويد لم يكن مناسبا لصحته، فاصيب بالتهاب رئوي، فرفض نصائح الاطباء و اثر ان يعالج نفسة بنفسه، و عندما اشتد علية المرض توفي ف11 فبراير سنة 1650.


2. سبينوزا


(1632-1677)

ولد باروخ سبينوزا بامستردام بهولندا سنة 1632، لاب و ام يهوديين هاجرا من البرتغال. اضطر كثير من يهود شبة جزيرة ايبريا (اسبانيا و البرتغال) الي الهجرة لعديد من دول غرب اوروبا هروبا من اضطهاد السلطات هناك. و فالبداية اضطروا الي اعتناق المسيحية ، اما بعد ان و جدوا مناخا متسامحا فهولندا فقد عادوا مرة اخري الي اليهوديه. كان و الد سبينوزا تاجرا ناجحا فامستردام، و بالاضافة الي تجارتة تولي كثيرا من المناصب الدينية فالمجتمع اليهودى هناك، بل و عددا من المهام التدريسية المنصبة علي تعاليم التلمود.


وكان سبينوزا تلميذا نجيبا و موهوبا، و تلقي تعليما اسلاميا فمدرسة الجالية اليهودية بامستردام، و علي الرغم من تعمقة فدراسة التوراة و التلمود، الا انه لم يتم اعدادة ليكون كاهنا يهوديا كما اعتقد العديد من كتاب سيرته( ). بعد و فاة ابية تولي اخوة الاكبر شئون تجارته، و عندما ما ت ذلك الاخ، و قع علي عتق سبينوزا ادارة الشركة التجارية التي تركها الاب. لكن لم تكن لسبينوزا مواهب تجارية و لم تكن شئون المال و الاعمال من اهتماماته، و لذا اهمل التجارة حتي تراكمت الديون و توقفت الشركة عن نشاطها. و علي الرغم من هذا فقد حصل سبينوزا علي قليل من ما ل ابية مكنة من اكمال دراسته، و عندما لم يكفية الميراث لمتطلبات حياته، انشغل فعمل ذى طابع نادر فتلك الاونة و هو صنع العدسات الطبيه. و يبدو ان هذة المهنة كانت هى الوحيدة التي شدت انتباة سبينوزا و كانت متفقة مع ميوله، اذ كانت مهنة ذات طابع علمى تعتمد علي جانب نظرى متعلق بعلم البصريات و جانب عملى يعتمد علي العلم التجريبى و الخبرة المعمليه.


تعرف فاوائل خمسينات القرن السابع عشر علي السياسى الراديكالى المفكر الحر فان دة اندة Van den Ende ، الذي عرفة علي الاداب اللاتينية و علي فلسفة ديكارت( ) و كلما زاد اهتمام سبينوزا بالاداب و الفلسفة قل ايمانة بالديانة اليهوديه، علي الرغم من انه فهذة الفترة كان مواظبا علي حضور الاجتماعات و المناسبات الدينية فالمعبد اليهودي و ملتزما باداء الصدقات و الزكاة و التبرعات للمجتمع اليهودي. لكن جميع هذا لم يشفع له لدي القائمين علي الدين اليهودي، و هاجموة نظرا لاراءة المتحررة التي نظروا اليها علي انها متطرفة و الحاديه، حتي انهم اصدروا فحقة سنة 1656 مرسوما بالحرمان، يحظر التعامل معة او محادثتة من قبل اعضاء الجالية اليهوديه. لكن ذلك المرسوم لم يذكر الاسباب التي دفعت الجالية اليهودية لحرمانة و لم تذكر اراءة تلك، و لذا لا نعرف علي و جة الدقة الاسباب =فهذا الحرمان و لاى اراء بالضبط. و كان ذلك الحرمان عاملا علي مزيد من الابتعاد من قبل سبينوزا عن الديانة اليهوديه، و المزيد من اقترابة من الافكار التنويرية الجديدة المليئة بالثورة علي سلطة رجال الدين.


وفى اواخر الخمسينات من القرن السابع عشر تعرف سبينوزا علي مفكر حر هو لود فيج ما ير، و كون معة و مع مجموعة من الاصدقاء المقربين جماعة قراءة و دراسة انصب اهتمامها علي دراسة فلسفة ديكارت. و عندما لاحظت الجماعة براعة و تعمق سبينوزا فالفلسفة الديكارتية طلبت منة ان يكتب لها ملخصا شاملا لها، و كذا اخرج سبينوزا اول مولفاتة و هو كتاب «مبادئ الفلسفة الديكارتيه»( ). و عندما بدا سبينوزا من اثناء هذة الجماعة فو ضع فلسفتة الخاصة بدات الجماعة فدراسة فلسفتة و مناقشتها معة تاركة فلسفة ديكارت. و فنفس هذة الفترة بدا سبينوزا فتاليف اول عمل فلسفى خاص بة و هو رسالة فتهذيب العقل» Tractatus de intellectus emendotione ، و بها تناول سبينوزا طبيعة المعرفة و نوعياتها، و السبل المناسبة للوصول الي الفهم الصحيح لكل


ما يمثل خير الانسان، و هذا عن طريق علاجة من اوهامها و اخطائة و تطهيرة بمنهج سليم يستطع بة التمييز بة بين الافكار الغامضة و الواضحة و الاهم من هذا اثبات و حدة العقل و الطبيعه، و انه ليس هنالك اي تناقض بين الروح و الجسم و الفكر و الماده، تلك الثنائيات التي سيطرت علي فلسفة ديكارت( ). و الحقيقة ان سبينوزا لم يكمل هذة الرسالة و لم ينشرها ابدا فحياتة بل نشرت بعد و فاتة بعشرات السنين، و يرجع الاسباب =فذلك الي ان سبينوزا كان دائما ما يكتب لجماعتة النقاشية الصغيره، و لذا لم يكن لدية الحافز لنشر اراءة علي الجمهور، اذ كان يشعر ان افكارة ينقصها الكمال. كما يرجع الاسباب =الي ان سبينوزا عندما اكتشف ان النتائج النهائية فرسالة تهذيب العقل هى اثبات و حدة العقل و الطبيعة و القضاء علي الثنائيات التقليدية فتاريخ الفلسفة ترك العمل فالرسالة و اتجة اهتمامة الي عمل اكثر ميتافيزيقية يركز علي العلاقة بين الفكر و الوجود و الروح و الجسد، و لذا عكف علي تاليف رسالة اخري عنوانها: «رسالة قصيرة حول الالة و الانسان و صلاحة فالحياه» سنة 1661. لكنة سرعان ما توقف عن كتابتها بسبب اعتقادة ان افكارة لن تنال القبول، و تركها كى ينشغل فعمل احدث يتناول فية نفس الموضوعات و لكن بمنهج جديد يستطيع بة تقديم افكارة بصورة منطقية تجبر قارئها علي الاعتقاد فيها دون معارضه، و ذلك هو المنهج الهندسى الذي يبدا بمسلمات و فروض بعدها قضايا مستنبطة منها، و هو الذي اتبعة فكتابة الرئيسى «الاخلاق». و استغرق منة العمل فهذا الكتاب سنوات طويلة حتي اكملة سنة 1675، و لم يستطع نشرة الا قبيل و فاتة باشهر سنة 1677 دون و ضع اسمة علي الكتاب خوفا من السلطات الدينيه. و كان سبينوزا ربما انشغل فاواخر الستينات باحد اهم مولفاتة و هو «رسالة فاللاهوت و السياسه» الذي يتناول فية قضية العلاقة بين العقل و الايمان، و السلطة الدينية و السلطة السياسيه، و فية يثبت ان التفلسف ليس خطرا علي الدولة او علي الايمان، و ان الحرية الفكرية و الدينية ضرورية فدولة ديمقراطية حديثه، و ربما نشرة سبينوزا ف1670 دون و ضع اسمة علي الغلاف، و ربما اتبع ذلك الاسلوب كذلك مع كتاب الاخلاق سنة 1677( ). و علي الرغم من هذا فان جميع من عاصروا سبينوزا كانوا يعلمون انه هو مولف الكتابين. و احدث عمل انشغل فية كان «رسالة فالسياسه» سنة 1676، و نشر بعد و فاته، و فية يضع نظريتة فالحقوق الطبيعية و المدنية و يوضح افضلية النظام الديمقراطى و الجمهوري، و يتناول فية نوعيات الحكومات المختلفة من ارستقراطية و ملكية و ديمقراطيه، موضحا افضلية النظام الديمقراطى علي غيره. و توفي سبينوزا ف21 فبراير 1677، و تولي اصدقاءة بعد و فاتة نشر طبعة كاملة لمولفاته.

  • مميزات الفلسفة المعاصرة
  • خصائص و مميزات الفلسفة المعاصرة
  • خصائص الفلسفة المعاصرة
  • مميزات الفلسفة الحديثة
  • ماهي مميزات الفلسفة المعاصرة
  • مميزات الفلسفة
  • سمات الفلسفة المعاصرة
  • الفلسفة المعاصرة خصائها ومميزاتها
  • ما هي خصائص الفلسفة المعاصرة
  • الفلسفة المعاصرة خصائصها و مميزاتها


ماهي مميزات الفلسفة المعاصرة