قصة مجنون ليلى
من احلى القصص التي عرفناها منذ الصغر قصة مجنون ليلى احلى القصص التي تعبر عن الحب فاليكم قصة مجنون ليلى بالتفصيل
مجنون ليلي هو قيس بن الملوح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب من
بلاد نجد من قبيلة بني
عامر ولد فسنة (440) فعهد خلافة عبد الملك بن مروان من خلفاء بنى اميه
ونشا قيس مترعرعا فطنا
ذكيا و ورث عن ابية شعر العرب و خبارهم و علمة ابوة ببلدة اسمها القطيف
قرب ديار نجد فتفوق فالدب
ومعرفة النجوم للسير ليلا فكان رجلا رزينا دمث الخلاق محبا للمكارم
ومن الدليل ان اسمه قيس هو قول
صاحبتة ليلي فيه:
لا ليت شعري و الخطوب عديده…. متي رحل قيس مستقل و راجع
وكان مديد القامة جعد الشعر ابيض اللون و لم ينلة الهزال و الجنون الا من العشق و الهيام.
ما صاحبتة فهي ليلي فتاة مهدى بن سعد بن ربيعة ابن الحريش بن
كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة و تكني ام ما لك و ربما قال قيس بها :
تكاد بلاد الله يا ام ما لك ….بما رحبت يوما على تضيق
وهي ابنة عم قيس و كانت سكناهما فبلدة اسمها النجوع قرب ديار
نجد و لدت سنة اربعمائة و اربعة و اربعين هجرية و كان قيس اكبر منها
بربعة اعوام و كانت بيضاء اللون و لها عينان
ساحرتان بشكل جذاب
معتدلة القوام و كانت هي و قيس صبيان يجمع بينهما القرابة و الرحم
فعلق جميع واحد منهما صاحبة . و كانا يرعيان
مواشى اهلهما و لم يزالا على تلك الحالة حتي كبر جميع منهما
فحجبت عنه ليلي فجن جنونة فيها و ازداد شغفه
بحبها و ضاق صدرة و نشد قائلا:
تعلقت ليلي و هي ذات ذؤابة ….ولم يبد للاتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعي البهم ياليت اننا …لا اليوم لم نكبر و لم تكبر البهم
قيل و مر وقت طويل لم يري به ليلي و هذا من يوم ان حجبت عنه,
وجري عليه ما لم يجرى على قلب بشر
وهو يكابد الم الفراق و لما اشتد فيه هذا خرج من دارة و ركب ناقته
وكان عليه حلتان من حلل الملوك الفاخره
فمر بمرة من قومة يقال لها كريمة و كان عندها نسوة يتحدثن
فعجبهم حسنة و جمالة فدعونة للنزول
والحديث معه فنزل و كانت ليلي بين تلك النسوة فجعل يحادثهن
ويقلب طرفة حولهن فبينما هو ايضا اذ و قعت
عينة على ليلي فلم يصرف عنها طرفا و شاغلتة عنها فلم يشتغل و نشد لها الشعر:
سحرتنى ليلي بسواد عينها ….نما السحر فسواد العيون
فلما سمعت ليلي شعرة ذرفت عيناها بالدموع و كانت تخفى دموعها
بطرف قناعها فعلم قيس ما عندها له من
الحب و جاء الى ليلي و قال لها: اعندكن ما تكلن ؟ فقالت له ليلي : لا.
فعمد على ناقتة فنحرها و قطعها. فقامت
ليلي لتمسك معه اللحم فجعل يحز بالمدية فكفة و هو شاخص فيها
حتي اعرق كفة فجذبتة من يدة فقام
قيس و طرح من اللحم شيئا على الغضا و قبل يحادثها
فقالت له : انظر الى اللحم هل استوى؟ فمد يدة الى
الجمر و جعل يقلب فيها اللحم فاحترقت يدة و لم يشعر فلما ما علمت
ما داخلة من الحب صرفتة عن هذا بعدها شدت
يدة بهدب قناعها و ربما ذهب عقلة و تحكم عشقهامن قلبة .
فاقام معهن بياض هذا اليوم الى ان اقبل المساء فبينما هم على ذلك
ذ اقبل عليهن غلام شاب رائع الطلعه
مليح الوجة له عينان ساحرتان و فوق خدة خال اسود و هو من حيهن
يدعي منازل و كان يسوق غنما له فلما رته
تلك النسوة و ما هو به من الجمال انصرفن الية و قبلن بوجوههن عليه يقلن
لة كيف ظللت يا منازل و كانت
ليلي كذلك ممن انصرفن و تركن قيس فاغتاظ غيظا شديدا و قال لمنازل
: هلم نتصارع او تتركهن؟ فنظر الفتى
لوجة قيس و علم ما حل فيه من الغيظ فخجل و استحي بعدها ترك النسوة و رحل.
قال الراوى لما رت ليلي قيسا
قام غاضبا علمت انه تكدر من هذا صاحت فيه و استدعتة للمحادثة معها
وكان ربما داخلها الحب فقالت : هل لك
فى محادثة من لا يصرفة عنك صارف ؟ قال: و من لى بذلك؟
وتحدثا الى ان افترقا و ذهب جميع منهم الى بيته و اشتعل
قلب جميع واحد منهما بحب الخروالتهبت قلوبهم بنار
الغرام .وفى الصباح انتظرت قيسا لعلة يمر عليها فبينما هي كذلك
ذ اقبل قيس على ناقة حمراء و عليه حله
فاخرة فسلم و دعتة للنزول و رادت ان تعلم ان كان يحبها
فاشتغلت تتحدث مع غيرة من الجوارى و التهت بهن
فنظرت الى قيس و ربما امتقع لونة فنشدت ليلي :
كلانا مظهر للناس بغضا… و جميع عند صاحبة مكين
تبلغنا العيون بما اردنا …وفى القلبين بعدها هوي دفين
فطب نفسا و قر عينا …فن هواك فقلبي معين
فعندما سمع قولها شهق شهقة شديدة و خر مغشيا عليه فلما افاق انشد :
حبك حبا لو تحبين مثلة …صابك من و جدى على جنون
فيا نفس صبرا لاتكوني لجوجه… فما ربما قضي الرحمن فهو يصبح
فتمكن حب جميع واحد منهما فقلب صاحبة بعدها مكثا مجتمعين الى
المساء فانصرف جميع الى بيته.
قال الراوي: فبات قيس تلك الليلة كطول ليلة فحياتة و حتى
ذا صبح الصباح ذهب اليها و عاد فالمساء
فبات ليلتة اطول من السابقة و لم ينم فانشد:
نهارى نهار الناس حتي اذا بدا… لى الليل هزتنى اليك المضاجع
قضى نهارى بالحديث و بالمنى… و يجمعنى الهم بالليل جامع
لقد ثبتت فالقلب منك محبة …كما ثبتت فالراحتين الصابع
فكان يتيها جميع يوم و ذات يوم جاء قوم من العشيرة يريدون ادما
فمر ابو ليلي ليلي ان تحضر السمن فاستبطها
وعندما ذهب و جدها مع قيس يشكوان الغرام و لما سمع
شعر قيس استعظم المر و لطم ليلي على خدها
ودخلها الدار و طرد قيسا و منعها الزيارة فالليل و النهار خوفا من الفضيحة و العار.
قال : و ربما تسامع اهل الحى بعشق قيس لليلي و منع ابوها قيس
من زيارتهم و قال له الناس ليس لك ان تدخل
بيت ليلي بعد ذلك فلما سمع قولهم بكي و قال: ان الذي بى ليس
بهين فقلوا من كلامكم فنى لست بسامع
ولا مطيع فوصل كلامة لوالد ليلي و شكاة الى الخليفه
عبدالملك بن مروان فكتب عبد الملك الى عاملة بهدار دم
قيس ان هو زار ليلي و تحسر قيس و قال:
فن يحجبوها او يحل دون و صلها …مقالة و اش او و عيد اميري
فلن يمنعوا عيني من دائم البكا …ولم يذهبوا ما ربما اجن ضميري
فلما يئس قيس من زيارة ليلي خرج هائما فالقفار
حتي اشرف على الهلاك فلحقة اهلة فدعوة فلم يستجب
لهم و عندما علمت ليلي بحالة اشفقت عليه و مرت جاريتها
ن تذهب لقيس و تواسية و ترثى حال ليلي الية .
فضعف جسمة و قيل ان قيس بن ذريح مجنون لبني سمع فيه و راد
لقائة فلما رة عرفة و سلم عليه فلم يرد
فقام الية فحضنة و تباكيا ساعة من الزمن على ما حل بهما من العشق.
ظل ذلك حال قيس هائما و باكيا و اشتهر امرهما بين العرب
فكان قيس يتسلل الى ديار ليلي فحذر القوم
والدة فقال لقيس: ان القوم يريدون قتلك و نى اخاف عليك
يا بنى ان يغدر فيك عمك فلا تفجعنى فيك ! و لما
يئس قيس قلق قلقا شديدا و صبح يلعب بالعظام و التراب و لكن
والد ليلي اقسم ان قيسا ظل يهجم على
بيوتهم و ربما سبق ان شكوة الى عبد الملك و توعد بقتلة فلم يرعه
ذلك و قال قيس : الموت اروح لى فليتهم
قتلوني. فخاف و الدها من الفضيحة و ارتحلوا فصبح قيس
يزور اثار ديارها و يستعبر و يبكى و مر وقت طويل لم
يسمع عنها شيء فمرض حتىشرف على الهلاك و دخل عليه
والدة يعلله فوجدة هائما ينشد فحب ليلي فما
هان حالة على ابية و خذ جماعة من قومة يصحبهم قيس
لي ديار ليلي و نزلوا ضيوفا على ابيها و تحادثا فامر
قيس و ليلي و دفع لوالد ليلي خمسين بعيرا حمراء و راعيها
مهرا لليلي فلم يقبل ابوها و جاء فالوقت ذاتة قوم
من ثقيف يخطبون ليلي لرجل يدعي و رد و كان جميلا فقال
بوها نخيرها بين الاثنين و دخل على ليلي و قال لها :
ن لم تختارى و ردا لمثلن بك. فاختارتة و هي كارهة و مجبره
فخرج غلي القوم و قال : ان ليلي ربما اختارت و ردا
فغضب و الد قيس و خرج و معهم قيس هائما و قام عليه ابناء عمه
فحادثوة فالنسيان فازداد فالهيام و عزم
علي التوحش و الخروج الى الصحارى فشار بعضهم
ان يخذ الى المنزل الحرام لعلة يسلي بعدها توجهوا جميعا الى
الحرم فقال له و الدة : تعلق بستار الكعبة و اسل الله ان
يعافيك مما انت به من حب لليلي فلما تعلق قيس
بستار الكعبة قال : اللهم زدنى لليي حبا و فيها كلفا و لا تنسنى ذكرها ابدا.
وفى نفس السنة اخذت ليلي الى الحج بسبب مرضها
عل ما يشفيها هنالك و التقت بقيس فرمى الجمرات
فقالت له : قيس!! فقال : اهلا بليلى. و رة و الد ليلي فقبل
ورحلت و هي تبكي فعلم انها تحبة ثار غضبه
ولطمها حتي سقطت من الهودج بعدها ارتحلوا فلحقهم
قيسا حتي امسكوة و نظر الى الركب الراحل و لي خف
بعير ليلي فكب عليه يقبلة و عند ذلك اسرع و الد ليلى
فى تزويجها من و رد و بعد ان تزوجتة لم تنشف لها دمعه
ولا تبرد لها لوعة حبا فقيس و خوفا عليه و عرضوها على سائر الطباء و ربما عجزوا عن دوائها .
وكان لقيس ابن عم يدعي زياد فذهب معه و لزمة في
وحشتة فيقول زياد: انه كان يقول الشعر فلما انتهي صرخ
صرخة خلت روحة غادرت جسدة بعدها سقط على و جهه
وقد شج جبينة و سال الدم و غاب عن صوابة فصابني
الذهول لحالتة و قام و هو يتخيل ليلي و ينظر الى الجبل و يقول
: انظر الى ليلي ..ليلي فقلت له انه و اهم لكنه
كان مبتسما و هو يتذكرها فصباها عندما كانا يرعيان الاغنام
فقلت له: دع هذي الوساوس و لا تركتك بعدها بكى
فقلت : اصبر و تجلد فنى لا افارقك حتي نري ما يصبح المصير.
ذهب زياد ليصطاد شيئا و بعد ان ترك قيس لوحدة ري قيس
صيادا يلاحق غزالة من غزلان المسك فوقعت في
الفخ و سرع اليها قيسا و احتضنها و معن النظر فعينيها
فوجدهما تشبهان ليلي و خفة حركتها كرشاقة ليلى
فقبلها و طلق سراحها و كان الصياد يصرخ فيه فلم
يسمعة الى ان ضربة فقال له: قطعك الله كما قطعت
رزقى فقال له قيس: كفانى ياهذا ما ضربتنى فن عيناها
تشبة عين ليلي و اكمل سيرة و هو يقول : ليلي ..ليلى..
يا شبة ليلي لا تراعى فننى …لك اليوم من دون الوحوش صديق
ويا شبة ليلي لو توقفت ساعة …لعل فؤادى من جواة يفيق
فعيناك عيناها و جيدك جيدها… سوي ان عظم الساق منك دقيق
فتغير حال الصياد و صابة الذهول و سل قيسا : ما هذي الفعال؟
فقال له قيس و ربما اشتد فيه الجوي و عظم مصابه
لا تلمنى فن عينيها تشبة عين ليلي فتركة الصياد و هو يهذي بليلى!
فلما رجع زياد و لم يجد قيسا خرج يبحث عنه فري شبحا فذا
هو قيس فقبل يمسح عنه التراب فوجدا رجلا
قادما من ديار ليلي فسلة قيس عن حال ليلي فنظر الية الرجل
وقال: قيس؟ فقال : نعم فذهب مسرعا و لكن
قيس امسكة و استحلفة ان يخبرة عن ليلي فخبرة انها مريضة جدا
فقال قيس: ليتك يا قيس انت المريض
وليلي المعافاه.
ثم ذهب قيس الى الخباء و لما جلس اخذتة سنة من النوم للم
الصداع الذي فرسة و كان يري فنومه
ليلي و هي تحدثة و تعاتبة على ما فعلة بنفسة فانتبه
من نومة و وجد زياد امامة فتذكر ليلي و صار ينشد و يصرخ
بسمها:
يقولون ليلي بتيماء مريضه….فمالك لا تضني و نت صديق
قال : لما سمع اهل الحى صراخة اتوا الية و سقوة لبنا
وواعدوة بليلي و فجة قام من بينهم و مرق كالسهم
متبطنا الصحراء و هو ينادى بعلي صوته.. ليلي ليلي لبيك ها انا و اقف
بخبائك و لحقوة و مسكوا فيه و لاطفوه
حتي رجعوا فيه فقال له زياد: اننا غدا سنرحل الى و ادى تيماء
فقال قيس: احقا ما تقول؟ قال زياد: لقد اخذت
علي نفسي عهدا بذلك! و بات قيس ليلتة قلقا ينتظر الصباح .
ما ما كان من امر ليلي فنها و صلت لوادى تيماء و ربما اعياها المرض
وعجز الكل عن مداواتها و لم يكن فيها مرض
سوي فراق قيس ففضت الى جاريتها مرجانة :
ن مرضى و دوائى هو الهوي و ن طبيبي الوحيد هو قيس .
فوصل قوم من الشام و سلتهم عن المجنون فقالوا انه
فى حالة بؤس و ربما روا ما فيه من نكبات الغرام و الهيام !
وخبرها رجل منهم انه ذاهب لبنى عامر فتنهدت
وطلبت منه ان يذهب الى و ادى الصخرة و قرة السلام و قل
لة : ليلي اضناها السقام .
وعندما علم قيس صرخ صرخة قوية و كان زياد يلاطفة فرحلوا
لي الوادى و وصلوا بعد ايام يقول زياد: فنصبنا
خيامنا قريب من منازل ليلي و كان الليل ربما دخل و يتنهد قيس
ويطلق اشعارة فهذا الليل و يسلة زياد
السكوت لئلا يفضحه.
وتري ليلي الخيام فتطلب من مرجانة ان تذهب لتعرف من
هؤلاء علهم يعرفون قيس و تسرع الجارية ليلا و تسمع
شعر قيس و صراخة و تدخل عليه و هولا يعى و تحادثه
ولا يسمع حتي ذكرت له ليلي ففاق و عرفها : فقال
اعذرينى فنى مشغول اللب:
وشغلت عن فهم الحديث سوى…. ما كان فيك و نتم شغلي
وديم نحو محدثى ليري ….ن ربما فهمت و عندكم عقلي
وكان و الد ليلي و زوجها فمكة لقضاء بعض العمال.
. فري قيس ليلي و كان جميع ليلة يراها حتي قدم القوم
فارتحل هو و زياد و كان قيس يلعلع فالصحراء بصوتة بكاء
وغناء و رجع لقومة فاستقبلتة امة باكية و قدمت له
الاكل فامتنع عنه و خرج هائما فالصباح و بوة يرثي
لحالة و يبكى لما ال الية قيس فخرج الى البرارى عله
يعرف خبرا عنها و بعد وقت طويل سمع انها و صلت لديارها
فعاد لهلة و وجد و الدة مريضا فدخل عليه و ربما زال
نشاط و الدة و انقطع صوتة فانكب عليه قيس باكيا و ضمة لصدره
حتي فاضت روحة و قيل ان قيسا نحر ناقته
علي جانب قبر ابية و جاء القوم معزين و معهم و الد ليلى
فعز القوم و لم يعزى قيسا فجن جنونة و اعتراة الهزال
وعلمت ليلي ما فعلة و الدها احتقارا لقيس فازداد
مرضها و ربما اصبح دمع عينيها سيال . مكث قيس ثلاثة ايام
ورحل و هو باكيا حزينا تخذة رعشة قوية و طال غيابه
وكان يسرح مع الغزلان و تغير شكلة و ربما توحش و انسدل
شعرة على جسدة و صبح فصورة مريعة و ذا بمرة عجوز توقد النيران فجاء قيس
وهربت ظنا منها انه جان و جاء ابنائها و سلوة : اجنى ام انسي؟
وانشد لهم شعرة و خر ما قاله:
ولو اننى اشكوا الذي ربما اصابنى ….لي ميت فقبرة لرثي ليا
وعلموا انه قيسا و خرجت العجوز لرؤية ليلي فقالت
لها مرجانه: لا تتعبى نفسك فمنذ ثلاثة ايام لم يدخل عليها
حد و لا تكلم احدا! فرجعت و لم تجد قيس فكان
يرافق الغزلان و تت الغربان على هذا الوادى و سمع نعيقها
فن و بكى:
لا يا غراب البين ما لك ناعيا… افارقت الفا او دهتك الدواهيا
لا يا غراب البين عذبت مهجتى …ولازلت بالانشاد تكوى فؤاديا
ما ليلي بعد فراقها لقيس كانت لا تلذ بطعام و لا شراب
وتخاطب نفسها و تعض على يديها حسرة و ندامة فضاق
وردا فيها و لطمها و طلقها و عادت لاهلها و لما علموا انها
لفظت المال و الجاة لجل قيس اخذوا يضربونها ليلا و نهارا
حتي اخذها الخبل و البكاء و مكثت ثلاثين يوما لا تكل
ولا تشرب حتي محي المرض و البكاء جسمها و انقفلت
عيناها الكحيلتين و سلمت الروح الى باريها و قامواعليها العزاء,
وانتشر الخبر و علم قيس بذلك ………
وصار النور فعينية ظلاما و صاح : و داعا ياليلي هل من
رجوع لري و جهك الجميل؟ و رجع الى الديار و كان
قيس كلما سمع تغريد العصافير صاح : ليلي تركتيني
وحيدا فهذه الحياة البائسة ياليتنى مت قبل ان افقدك
لقد ما ت جميع امل بعدك يا ليلي و سلحق بك عما قريب
ثم ابتهل الى الله اننى عبدك المعترف هدنى الحب
سلك ان تجمع بيننا و ن كانت يد القدار ربما انتشلت
روحها و كتب ان لا اراها بعد اليوم فخذ روحى اليك كما
خذت روحها لستريح مما انا به و وصل الى حى ليلى
فلما اقبل ازداد نحيب الناس و بكائهم و قام و الد ليلى
وحضنة و بكي و سل قيس عن قبرها فدلوة عليه فلما ره
انقلب عليه جاثيا و احتضنة : ايها القبرلقد ضممت
رفات من احبها و فيك دفنوا جميع امل لى فالحياة ان روحي
ترفرف حول رفات ليلي و كان يضم القبر و يحضنه
ويسل: ليلي اين فمك الضحوك؟ اين رقة ابتساماتك؟
وين دلالك؟ ابكى ايتها العينين على
رحيل ليلي البدي. و ظل ذلك حال حتي اقبل الليل و قيل
انة كان يوى الى القبر ليلا و نهارا و كان يرثيها بالشعار
حتي جف جلدة و ضعفت قوتة و جاء الية رجلا ليواسيه
ففر منه بعدها اندفع الى قبرها فاصطدم فيه و انهارت عظام
جسدة من حجارة القبر بعدها يغمر رسة فالرمل متوهما
رؤية ليلي و تقبل هند اختة فتحضنة و تبكي و تهون
عليه حتي غشى عليه. فلما افاق قالت له: ان ليلي ما تت
فدعنا نخطب لك غيرها فارحم نفسك و ارحمني!
فنظر اليها و قال: و انت يا هند تعاذلينى فليلي احب
الناس الى و ربما احترق قلبي عليها و تغيرت احوالي
وصبحت شريدا من اجل حبها .. لقد ذهبت ليلي و ذهبت
معها ايام الصفاء ليلي فكل يوم اشعر بنتهاء الحياه
واننى على حافة القبر ليلي لقد تركت لى ذكري تمزق قلبي
وتقطعة اربا بعدها بكي و بكت معه ليلي و ربما ظهرت
لة ظبية فلحق فيها و قال : السلام عليك يا هند فما اراك
ترينى بعد اليوم و انطلق جاريا خلف الظبيه.
خرج اهلة يبحثون عنه فلم يجدوة و لم يلتمسوا له اثرا و في
اليوم الرابع قالوا : فلما ايسنا منه عدنا طالبين ا
لديار فبينما نسير اذ مررنا بواد كثير الحجارة فوجدناة ميتا
بين الحجارة و كان ربما خط بصبعة عند رسة :
توسد احجار المهامة و القفر ….ومات جريح القلب مندمل الصدر
فياليت ذلك الحب يعشق مرة ….فيعلم ما يلقي المحب من الهجر
قال زياد: فحملناة و نحن نبكى و جاء جميع من سمع بوفاته
وقمنا بتكفينة و دفنة و لم تبقي بنت من بنى جعدة و لا
بنى الحريش الا خرجت حاسرهصارخة عليه بالندب
والنواح و اجتمع فتيان الحى يبكون عليه احر بكاء و ينشجون
عليه و حضر حى ليلي معزين و كان ابوها اشد القوم
جزعا و جعل يقول ما علمت ان الامر يبلغ جميع هذا و لكني
كنت امرىء عربيا اخاف من العار و قبح الحدوثة ما
يخاف مثلى فزوجتها و لو علمت ان الامر يجرى على ذلك لما
خرجتها عن يدك يا قيس .
ودفن قيس بجانب قبر ليلي نام قيس نومته
الاخيرة الى جانب حبيبتة ليلي و تحلل جسمة الى تراب غمر تراب
حبيبتة و لم يري يوما كان اكثر باكيا و باكية على
ميت سوي قيس عام 490 من الهجرة و لم يكن بينة و بين ليلى
لا خمس و عشرون ليله.
رحم الله العاشقين الذين سمعت بخبارهم كل القطار فسبحان من له البقاء!!!
وظلت قصيدة قيس المؤنسة التي كانت تؤنسة في
وحشتة من احلى قصائد الغزل و لقيس شعر مبثوث في
كتب الدب و من ذلك الشعر نري ان مجنون بنى عامر قلب
هائم و عقل شارد و ضلوع خفاقة و روح ارق من
النسيم و جسم ذائب و عين ذاهلة و به رقة و سذاجة مريض
الغرام لا يملك شعورة و لا يقوي على تسيير
القلب على طريق السواء و يغمي عليه و لا يفيق الا لذكر
ليلي و خيرا قضي عليه اللم و الوجد فوجد طريحا
علي الرمال صريع حبة و هيامه.
- وادي ليلى رجل نيك
- أبناء مهدى مجنون ليلى لبن مرجانة
- جديد لترك بليلى ألحبو له
- صور قصص قيس وليلي كلمات
- صور قيس وليلى اشعار
- على ياغراب البين مالك ناعيا
- قصة مجنون ليلة بلتفصيل
- قيس بوها