قصه اصحاب الخدود
من اروع القصص الدينيه قصه اصحاب الاخدود فاليكم القصه كامله حتي تتعلمو منها الكثير في
حياتكم اقروئها كامله
“كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر قال للملك: اني قد كبرت
فابعث الي غلاما اعلمه السحر. فبعث اليه غلاما يعلمه وكان في طريقه اذا سلك راهب
فقعد اليه وسمع كلامه فعجبه وكان اذا اتى الساحر مر بالراهب وقعد اليه فذا اتى
الساحر ضربه فشكا ذلك الى الراهب فقال: اذا خشيت الساحر فقل: حبسني اهلي وذا خشيت
اهلك فقل: حبسني الساحر.
فبينما هو على ذلك اذ اتى على دابه عظيمه قد حبست الناس فقال: اليوم اعلم
الساحر افضل ام الراهب افضل؟ فخذ حجرا فقال: اللهم ان كان امر الراهب احب اليك
من امر الساحر فاقتل هذه الدابه حتى يمضي الناس. فرماها فقتلها ومضى الناس. فتى الراهب
فخبره فقال له الراهب: اي بني انت اليوم افضل مني قد بلغ من امرك ما
ارى فن ابتليت فلا تدل علي.
وكان الغلام يبرئ الكمه والبرص ويداوي الناس من سائر الدواء فسمع جليس الملك وكان قد
عمي فتاه بهدايا كثيره فقال: ما ها هنا لك اجمع ان انت شفيتني. فقال: اني
لا اشفي احدا انما يشفي الله تعالى فن امنت بالله تعالى دعوت الله فشفاك. فمن
بالله تعالى فشفاه الله تعالى.
فتى الملك فجلس اليه كما كان يجلس فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال:
ربي. قال: ولك رب غيري؟! قال: ربي وربك الله. فخذه فلم يزل يعذبه حتى دل
على الغلام. فقال له الملك: اي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الكمه والبرص
وتفعل وتفعل. فقال: اني لا اشفي احدا انما يشفي الله تعالى. فخذه فلم يزل يعذبه
حتى دل على الراهب فجيء بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك. فبى فدعا بالمنشار فوضع
المنشار في مفرق رسه فشقه حتى وقع شقاه ثم جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع
عن دينك. فبى فوضع المنشار في مفرق رسه فشقه به حتى وقع شقاه.
ثم جيء بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك. فبى فدفعه الى نفر من اصحابه فقال:
اذهبوا به الى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فذا بلغتم ذروته فن رجع عن
دينه ولا فاطرحوه. فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت. فرجف بهم
الجبل فسقطوا وجاء يمشي الى الملك. فقال له الملك: ما فعل بصحابك؟ فقال: كفانيهم الله
تعالى.
فدفعه الى نفر من اصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور وتوسطوا به البحر فن
رجع عن دينه ولا فاقذفوه. فذهبوا به فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت. فانكفت بهم السفينه
فغرقوا. وجاء يمشي الى الملك. فقال له الملك: ما فعل اصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى.
فقال للملك: انك لست بقاتلي حتى تفعل ما امرك به. قال: وما هو؟ قال: تجمع
الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم
في كبد القوس ثم قل: باسم الله رب الغلام. ثم ارمني فنك اذا فعلت ذلك
قتلتني.
فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه ثم اخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في
كبد القوس ثم قال: باسم الله رب الغلام. ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع
يده في صدغه فمات.
فقال الناس: امنا برب الغلام امنا برب الغلام امنا برب الغلام.
فتي الملك فقيل له: اريت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك قد امن
الناس. فمر بالخدود بفواه السكك فخدت وضرم فيها النيران وقال: من لم يرجع عن دينه
فقحموه. ففعلوا حتى جاءت امره ومعها صبي لها فتقاعست ان تقع فيها فقال لها الغلام:
يا اماه اصبري فنك على الحق”[1].
فهذا الحديث ون كان يحمل في جوانبه رقائق وزهدا فنه يحمل في ثناياه معاني عظيمه
وفوائد جليله وفكار بناءه وهذا ليس بعيدا عن الحديث النبوي الجليل فقد اوتي جوامع الكلم
وكان الفقهاء يستنبطون من الحديث الواحد فوائد فقهيه وتربويه جمه.