دعاء بعد الشفاء
الحمد لله دائما في كل وقت وعلي كل حال واجبه .. عندما يبتلي المؤمن ويزول
البلاء وجب عليه الحمد والدعاء ومن هذه الابتلاءات المرض وهنا ادعيه بعد الشفاء
قال تعالى:
(الذي خلقني فهو يهديني* والذي هو يطعمني ويسقيني* وذا مرضت فهو يشفيني). (الشعراء/78 80)
(وننزل من القرن ما هو شفاء ورحمه للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا). (الاسراء/82)
(الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب). (الرعد/28)
(ادعوا ربكم تضرعا وخفيه انه لا يحب المعتدين) (الاعراف/55)
(وقال ربكم ادعوني استجب لكم). (غافر/60)
(وذا سلك عبادي عني فني قريب اجيب دعوه الداع اذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي
لعلهم يرشدون). (البقره/186)
(ويوب اذ نادى ربه اني مسني الضر ونت ارحم الراحمين* فاستجبنا له فكشفنا ما به
من ضر وتيناه اهله ومثلهم معهم رحمه من عندنا وذكرى للعابدين). (الانبياء/83 84)
المرض اسم لحاله اختلال نظامي الجسم او النفس الطبيعيين واضطراب نشاطهما ولكي يعود الجسم والنفس
الى حاله الصحه والوضع الطبيعي لهما لابد من ازاله هذا الاختلال والاضطراب وعمليه الازاله هذه
نسميها بالعلاج.
وللعلاج الجسمي وسائل وساليب علميه متعدده فالمرض الجسمي يعالج عن طريق الغذاء والدواء الكيمياوي او
النباتي والتمارين الطبيعيه واستخدام الاشعه او الجراحه واستئصال العضو واستبداله او استخراج ماهو ضار من
الجسم…الخ.
وكما يعالج الجسم بهذه العلاجات الماديه تعالج النفس ايضا عندما تصاب بحالات مرضيه كالخوف والقلق
والكبه والهستريا والوسواس والانهيار وحالات التوتر العصبي المختلفه…الخ.
وسبحان الذي اتقن صنع الانسان فالجسم والنفس لهما قابليه استعاده الوضع الطبيعي وتغيير الحاله المرضيه
فالجسم يملك القابليه لاصلاح نفسه ذاتيا بما يبدي من مقاومه طبيعيه او بمساعده ما يتناول
من غذاء او دواء ومنشطات ووسائل مساعده على اعاده النظام الطبيعي.
وكما يعمل الجسم لاستعاده الوضع الطبيعي (الحاله الصحيه) بنشاطه الذاتي وبمساعده العلاج فان النفس قابله
للتغيير وتقبل اوضاع اخرى.
ون من اهم وسائل العلاج النفسي هو عمليه التحليل النفسي وكشف سبب العقده والحاله النفسيه
والعمل على التغلب عليها.
ون من افضل وسائل التغلب على الامراض النفسيه هي وسيله الايحاء للمريض وتفهيمه الحاله المرضيه
بعد تبسيطها وتحليل المركب المرضي المعقد ورفع معنويته وتقبل المشكله كحاله طبيعيه او حاله قابله
للزوال بما يقدم له من علاج مادي او نفسي.
ون كل تلك الوسائل العلاجيه سواء معالجه الامراض النفسيه او الجسميه انما تعتمد على مساعده
الجسم والنفس على استعاده الوضع الطبيعي.
وعندما يكون التوجه الى الله سبحانه خالصا بالدعاء وبعمل الخير كالصدقه والنذر والاستغفار تتجه الرحمه
الالهيه اليه فيذن الله للجسم والنفس ان يستعيدا وضعهما الطبيعي فرادته القاهره والمهيمنه على الاشياء
كلها هي من اقوى الاسباب المتحكمه في هذا العالم الذي يسير وفق ارادته ومشيئته.
ويذكرنا القرن ان الشفاء بيد الله سبحانه فالشفاء يتي نتيجه لما خلق الله من علاقات
تثيريه بين الدواء والعلاج سواء ما يتعلق منه بالجانب النفسي او الجسمي.
ويشكل الايمان بالله والثقه به من اكبر المحفزات على اصلاح النفس وشفائها من امراضها لقدرته
على انقاذها من القلق والخوف والحزن والكبه وحالات التوتر النفسي المختلفه.
لذا اوضح الله سبحانه للانسان ان من ايات القرن ما هو شفاء للقلوب وتنقيه للنفس
من حالات الخوف والقلق ومختلف حالات التوتر التي تسبب الامراض النفسيه فقال تعالى:
(وننزل من القرن ما هو شفاء ورحمه). (الاسراء/82)
وقال: (لا بذكر الله تطمئن القلوب). (الرعد/28)
وعندما تشفى النفس من امراضها يشفى الجسم من معظم الامراض الجسميه.
وهكذا يكون الدعاء سببا للشفاء:
لقدرته على تكوين حاله نفسيه لدى المريض بما يوحي له من الثقه بالله والاعتماد عليه
والرضا بقضائه وقدره فينقذه هذا الايمان من القلق والكبه والتوترات النفسيه الاخرى فتنعكس اثار الايمان
العلاجيه على الوضع الصحي للجسم انعكاسا ايجابيا. وهكذا يساعد الايمان بالله النفس على استعاده وضعها
الطبيعي فتؤثر في وضع الجسم وبذا يدخل الدعاء كعلاج علمي وسبب مؤثر في نظام عمل
الجسم تثيرا طبيعيا.